|

                          ٠٠ بعيداً عن الزحام ٠٠

الكاتب : الحدث 2021-08-06 02:49:59

ذات مساء تساقطت قطرات المطر ليلاً فلاح لناظري لمعان البرق من أفق بعيد فتخيلت تلك القرية الهادئة وذلك المسجد الصغير ووجوه الجيران الذين مازالت الذاكرة تختزن الكثير من ملامحهم !

تساقُط قطرات المطر ليلاً لفترات متقطعة نُطلق عليه بالعامية هُتْنَة، وإذا كان المطر مصحوبًا برياح وبرق ورعد نقول عليه سارية !

تخيّلت القرية لِما يكون للمطر فيها من طابع خاص ، خصوصًا صبيحة يومٍ  ليلته ماطرة ! 

مع إشراقة الصباح يَهبّ الجميع يتفقدون مزارعهم كيف ارتوت من تلك السّارية وهل ما ارتوت به مناسبًا لبداية زراعة موسم الخريف أو مازال الوقت مبكرًا ! 

تخيّلت القرية لما بها من رعاة للمواشي يتسابقون لِسَوق مواشيهم لتلك المراعي بجوار ذلك الوادي الصغير متسائلين بينهم هل الوادي جاء بسيل كبير لكي يروون مواشيهم فيه ويسبَحون هم بين مياهه الصافية !

 تخيّلت وجوه الجيران بعد صلاة الفجر وهم يتبادلون الحديث عن تلك السّارية وكيف كان أثرها على منازلهم الصغيرة والمتوسطة ما بين من يقول سقف بيته بات يخر بالماء وما بين من يقول سهوته باتت على وشك السقوط وبين من يقول "دارة" غنمه طاحت من "الشّيف" (ودارة الغنم هي الزريبة) و (الشّيف هو الهواء القوي المصاحب للمطر) .

 تخيّلت القرية لِما لها من طابع يميزها عن المدينة وطابعٌ خاص عندي وعند غيري ممن يحبون الحياة الهادئة، بعيدًا عن الزحام  .